أوصى بعض الملوك ابنه قائلًا: حصِّنْ مملكتك بالعدل؛ لأنه السور الغير المغلوب.
كان بعض الملوك لا يترك أحدًا أن يقبل يدَهُ، فسئل عن هذا فأجاب: إنَّ قُبْلة اليد من المحبِّ تنازُل، ومن العدوِّ تمليق.
طلب رجلٌ كان يتظاهر بالزهد من بعض الملوك أن يوليه على بلاد، فقال له: إن كان زهدك الذي تعتني به هو لله، فلا ينبغي لنا أن نُبطله بتقليدك الرئاسة ونربح خطيئتك، وإن كان زهدك رياءً ونفاقًا فلا يسوغ لنا أن نُرئس على قومنا مرائيًا ومنافقًا، وهكذا صرفه خائبًا.
قال بعضهم: إنَّ عدم الإمكان يُبطل الشهوة كما أنَّ الماء يطفئ النار، وعدم الوَقود يطفئها أيضًا.
قصة حكم لبعض الملوك
ماتت لأحد الملوك جارية فحزن عليها حزنًا شديدًا حتَّى إنه كان يخرج ليلًا إلى ضريحها ويبكي عليها، فلمَّا سمع أبوهُ هذا كتب إليه يقول: كيف تريد مني أن أعطيك السيادة على أُمَّةٍ، وأنت تجزع هكذا على فَقْد أَمَةٍ.
قال بعض الملوك: لو علم الناس كيف لذَّتي بالصفح عن الجهالات لَما بقي أحد بغير ذنب.
قال آخر: إنَّ اللذَّة الحاصلة من الصفح هي أكثر من اللذَّة الحاصلة من الانتقام؛ لأن الصفحَ يلحقهُ المديح والانتقامَ يلحقهُ الندَم.
مات بعض الملوك فسأل رجلٌ أصغر بنيه قائلًا: لمن أوصى الملك أن يهتمَّ بك؟ فأجابه: إنَّ الملك أوصاني أن أهتمَّ بالجميع.
سُئل بعض الملوك: ما بالُ أحبائك كثيرين؟ فأجاب: لأني ما حنقتُ قط على أحد إلَّا وتركت مكانًا للصلح.
قصص حكم لبعض الملوك الحكماء من كتاب أربع رسائل لقدماء فلاسفة اليونان وابن العبري تأليف: أرسطوطاليس
- اقرأ ايضاً: قصص قصيرة فيها حكمة على لسان الحيوانات
اقرأ المزيد: